|
مرسى علم الاخلاق علم الاخلاق, بحوث اخلاقية, جهاد النفس |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||||||||||
|
![]()
من كتاب فقه الاخلاق للشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الفقرة (26) مستويات التفكر ثم إنَّ التفكير في الخلق يمكن أن يكون على عدَّة مستويات، وهي تختلف باختلاف مستوى المفكِّر من حيث الثقافة والعقلية والإيمان. المستوى الأول: النظر إلى المستوى الظاهر من التدبير الكوني، وهو بدوره عجيبٌ ومهيبٌ، وهو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم عند شرحه للآيات الكونية. المستوى الثاني: النظر الدقيق في العلاقات بين الأشياء، كالعلاقة بين الشمس والأرض، أو القمر والأرض, أو القمر والمدِّ والجزر, أو بين الشمس والنبات, أو بين السحاب والمطر, أو بين الجهاز الهضميِّ والدم أو التنفس والدم، أو بين الثمرة والشجرة، وغيرها. وهي علاقاتٌ مدهشةٌ لا حاجة إلى الدخول في تفاصيلها، وخاصةً بعد ما وجدت مصادر كثيرةٌ شارحةٌ لذلك بكلِّ تفصيل. المستوى الثالث: النظر أدقُّ من ذلك، في التفاصيل الفيزياوية والكمياوية والكهرومغناطيسية للأشياء، سواءٌ الصغيرة منها كالذرة ونواتها، أم الكبيرة منها كالهواء والبحار، أم الأوسع منها كالفضاء الكوني، وما يسعه من مجراتٍ ومجاميعَ مدهشةٍ لم يعلم البشر منها إلا قليلاً. المستوى الرابع: النظر إلى الأمور التي يتعذر تفسيرها بالعلم التجريبي المادي. وهي أمورٌ كثيرةٌ يعرفها الإختصاصيون وهي منتشرةٌ في كثيرٍ من العلوم، كالفيزياء والكمياء وعلم النفس والباراسايكولوجي وعلم الحيوان وعلم طبقات الأرض وعلم الفلك وغيرها. المستوى الخامس: النظر أو التفكير في الهدف الذي يستهدفه الكون من حركته. إما بعنوان كيف] وإما بعنوان لماذا]. فكيف ولماذا تسير الأرض والشمس وكلُّ النجوم في مداراتها. وكيف ولماذا تسير جزيئات الذرة كالألكترونات والبروتونات وغيرها في مساراتها. وكيف ولماذا وجد العقل ووجدت الذاكرة. وكيف ولماذا وجد الإنسان وسائر الحيوان. وكيف ولماذا كانت خلقة الإنسان على هذا التكوين اللطيف. إلى غير ذلك من الأسئلة. فهل هناك سببٌ أم لا. وما هو ذلك السبب، وهل هناك هدفٌ أم لا. وما هو ذلك الهدف. وقد استهوى الفلاسفة والعارفين أمثال هذه الأهداف، وفكروا فيها طويلاً، وإن غفل عنها سائر الناس. واستمراراً لشرح وتعداد الأهداف من التفكير، يحسن بنا أن نشير إلى أمرٍ يكون كالمقدمة للتعريف. وهو: أنَّ الفلاسفة والعارفين ذكروا أنَّ مراتب الخلق أو الكون على أربعة أقسام: المرتبة الأولى: عالم الطبيعة أو الناسوت]، وهو عالم الأجسام وهو عالمنا الذي نعيشه. المرتبة الثانية: عالم الملكوت، وهو عالم النفوس. المرتبة الثالثة: عالم الجبروت، وهو عالم العقول. المرتبة الرابعة: عالم اللاهوت، وهو عالم الروح. وقالوا: إنَّ الإنسان مكونٌ من كلِّ هذه المراتب الأربعة، لأنَّ له جسماً ونفساً وعقلاً وروحاً، وكلٌّ منها ينتمي إلى أحد هذه العوالم أو المراتب. بل إنَّ القرآن الكريم دالٌّ على أنَّ كلَّ شيءٍ على هذا الغرار، فلكلِّ شيءٍ ملكوتٌ كقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) 99 ولكلِّ شيءٍ عقلٌ واختيار، وهو [عالم الجبروت]، كما هو المستنتج من عددٍ من الآيات الكونية كقوله تعالى قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) 100، وقوله تعالى: (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئا) 101، وقوله تعالى فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا) 102، وغير ذلك. كما أنَّ لكلِّ شيءٍ حقيقةً و [حقاً] وهو إشارةٌ إلى عالم اللاهوت كقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ) 103، وغيرها كثير. إذن، فالتفكير كما يمكن أن يعمل عمله في العالم المنظور الطبيعي، وهو المستويات الخمسة السابقة التي ذكرناها، يمكن أيضاً أن يعمل عمله في العوالم الثلاثة التي فوقه، فتكون المستويات ثمانية. المستوى السادس: التفكُّر في عالم الملكوت. المستوى السابع: التفكُّر في عالم الجبروت. المستوى الثامن: التفكُّر في عالم اللاهوت. إلا أنَّ هذا عادةً لا يكون متيسراً إلا مع حسن التوفيق ونفاذ البصيرة. بل يمكن القول: بأنَّ المستويات الخمسة السابقة كما تنطبق على عالم الطبيعة، تنطبق على العوالم الأخرى أيضاً، فحيث أنَّ المستويات خمسةٌ والعوالم أربعةٌ تكون مستويات التفكير عشرين مستوى. وسبحان الله وما أنا من المشركين. الهوامش [[99]] سورة الأعراف: آية185. [[100]] سورة فصلت: آية11. [[101]] سورة الكهف: آية33. [[102]] سورة الأحزاب: آية72. [[103]] سورة الحجر: آية85.
|
||||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||||||||
|
![]() وهل هناك شيء من خلق الله لا اعجاز فيه ان كان ملموساً او محسوساً او سواهما
احسنت اخي موفق ان شاء الله |
||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||||||||
|
![]() اللهم صل على محمد وال محمد
موفقين |
||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||||||||
|
![]() اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفّار (ابراهيم:34) ان الله سبحانه وهب لنا نعمة العقل التي ترفع الانسان الى الملكوت اللهم ادخلنا الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين استاذي بارك الله بك وبهذا الطرح القيم |
||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||||||||
|
![]() |
||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||||||||||
|
![]() شكرا لكم اخواني الكرام لحضوركم وتعليقكم
موفقين ان شاء الله
|
||||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||||||||
|
![]() بارك الله فيك اخي لا عدمناك |
||||||||||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||||||||||
|
![]() احسنتم
اللهم اعنا على انفسنا ياقوي ياقدير
|
||||||||||||
|
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مستويات, الاخلاق, التفكر, فقه |
***( تنويه لزوار المنتدى )*** |
يستطيع الزوار اضافة ردود والتعليق على المواضيع بالضغط على ايقونة اضافة رد ويتم نشر تعليقات بعد مراجعتها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|