![]() |
![]() |
مرسى علم الاخلاق علم الاخلاق, بحوث اخلاقية, جهاد النفس |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||||||||||
|
![]()
الأمانة والخيانة
الأمانة هي : أداء ما ائتمن عليه الإنسان من الحقوق ، وهي ضدّ ( الخيانة ) . وهي مِن أنبل الخِصال ، وأشرَف الفضائل ، وأعزّ المآثر ، بها يُحرِز المرء الثقة والإعجاب ، ويَنال النجاح والفوز . وكفاها شرفاً أنّ اللّه تعالى مدَح المتحلّين بها ، فقال : ( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )( المؤمنون : 8 . المعارج :32 ) وضدّها الخيانة ، وهي : غَمْط الحقوق واغتصابها ، وهي مِن أرذل الصفات ، وأبشع المذام ، وأدعاها إلى سقوط الكرامة ، والفشَل والإخفاق . لذلك جاءت الآيات والأخبار حاثّة على التحلّي بالأمانة ، والتحذير من الخيانة ، وإليك طرَفاً منها : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ...)( النساء : 58 ) وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )( الأنفال :27 ) قال الصادق ( عليه السلام ) : ( لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم الصفحة 96 فإنّ الرجُل ربّما لهِج بالصلاة والصوم حتّى لو ترَكه استوحش ، ولكن اختبروهم عند صِدق الحديث وأدَاء الأمانة )(1) . وعنه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( ليس منّا من أخلف الأمانة ) . وقال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( أداء الأمانة يجلب الرزق ، والخيانة تجلب الفقر)(2) . وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( اتّقوا اللّه ، وعليكم بأداء الأمانة إلى مَن ائتمنكم ، فلو أنّ قاتل عليّ بن أبي طالب ائتمنَني على أمانةٍ لأدّيتها إليه )(3) . وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( لا تزال أُمّتي بخير ، ما لم يتخاونوا ، وأدّوا الأمانة ، وآتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ذلك ، ابتلوا بالقحط والسنين )(4) . محاسن الأمانة ومساوئ الخيانة : تلعب الأمانة دوراً خطيراً ، في حياة الأُمم والأفراد ، فهي نظام _____________________ (1) الوافي ج 3 ص 82 عن الكافي . (2) الوافي ج 10 ص 112 عن الكافي . (3) الوافي ج 10 ص 112عن الكافي والتهذيب . (4) عن ثواب الأعمال للصدوق ( ره ) . الصفحة 97 أعمالهم ، وقوام شؤونهم ، وعنوان نُبلهم واستقامتهم ، وسبيل رُقيّهم المادّي والأدبي . وبديهيّ أنّ مَن تحلّى بالأمانة ، كان مَثار التقدير والإعجاب ، وحازَ ثقة الناس واعتزازهم وائتمانهم ، وشاركهم في أموالهم ومغانمهم . ويصدق ذلك على الأُمم عامّة ، فإنّ حياتها لا تسمو ولا تزدهر ، إلاّ في محيطٍ تسوده الثقة والأمانة . وبها ملك الغرب أزمّة الاقتصاد ، ومقاليد الصناعة والتجارة ، وجنى الأرباح الوفيرة ، ولكنّ المسلمين ، وا أسفاه ! تجاهلوها ، وهي عنوان مبادئهم ، ورمز كرامتهم ، فباؤوا بالخيبة والإخفاق . مِن أجل ذلك كانت الخيانة من أهم أسباب سقوط الفرد وإخفاقه في مجالات الحياة ، كما هي العامل الخطير في إضعاف ثقة الناس بعضهم ببعض ، وشيوع التناكر والتخاوف بينهم ، ممّا تسبّب تسيّب المجتمع ، وفَصْم روابطه ، وإفساد مصالحه ، وبعثرة طاقاته . صوَر الخيانة : وللخيانة صور تختلف بشاعتها وجرائمها باختلاف آثارها ، فأسوأها نُكراً هي الخيانة العلميّة التي يقترفها الخائنون المتلاعبون بحقائق العِلم المقدّسة ، ويشوبونها بالدسّ والتحريف . ومِن صورها إفشاء أسرار المسلمين ، التي يحرصون على كتمانها ، الصفحة 98 فإشاعتها والحالة هذه جريمةٌ نكراء ، تعرّضهم للأخطار والمآسي . ومن صورها البشِعة : خيانة الودائع والأمانات ، التي أؤتُمِن عليها المرء ، فمصادرتها جريمةٌ مضاعفة مِن الخيانة والسرقة والاغتصاب . وللخيانة بعد هذا صورٌ عديدة كريهة ، تثير الفزع والتقزّز ، وتضرّ بالناس فرداً ومجتمعاً ، مادّياً وأدبياً ، كالخداع والغشّ والتطفيف بالوزن أو الكيل ، ونحوها من مفاهيم التدليس والتلبيس . |
||||||||||||
|
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|